الجمعة، 25 يناير 2008

لستِ.. لسنا..

لستِ من أهوى, لكنكِ ستجتازين كل هذا.. كل هذه المعادلات الصعبة, ستجتازينها يوما.. لن أكون هنا لأذكّرَكِ بهذا, ولأضحك معكِ على بساطة المشاكل التي شكلت لكِ وقتها (الآن) كلّ الدنيا, لكنني أعلم أنكِ ستتذكرينني حتما وقتها, لأن الشمس حين تقوم بدورها, حين توزع ضوئها بالتساوي, لا تنسينا أصدقاء ليلنا الطويل. ستتذكرين صديقا حاول - قدر استطاعته - أن يكون مهتمًا, عن بعد, لأنه على وجهٍ آخر, تسبّب في هذه المشاكل كلها لمجرّد كونه موجودًا.

قد أبدو مثاليًا, حلما كبيرا لم تدركي عنه إلاّ ما زاده أمامكِ بريقا, حتى تضنيكِ مقارنته بغيره من الرجال لاحقا, أفهم. الآخرون يقفون في مثل هذا الموقف ليعلنون, في تواضع, أنهم بشر عاديّون, يصيبون ويخطئون, في لحظات هم وسماء عباقرة, وأحيانا بلهاء أو كالقرود, هل ترين في كلمات كهذه عزاءً؟ لا أظن.

الحبّ لا يوجه قلوبنا قبلةَ الملائكة, وأنتِ تعلمين أني لست منهم, فلا أظن إعادة هذه الحقيقة يساعدكِ على تجاوز أي شيء, لكن ما قد خبرْته وعلمته يقينا, أن القلب ليس عودا من الثقاب, يشتعل لمرّة واحدة, هو فقط في المرّةِ الأولى يأتي مختلفا عن أيّ مرة لاحقة محتملة, ويترك أثره عليها. وهذا الفارق لا يحتاج أن يُنعى إلاّ بكما محدودا من البكاء, حتما سيجف.

لو لهذا أن يصنع فارقا, فأنا فخورٌ بكِ. دعي هذا المساء يأتي بلون تحبينه أنتِ, على مقياس أخلاقيّ تماما لبهجتكِ.

الأربعاء، 9 يناير 2008

نقاهة

ليدخل دورة الحياة, ويتحول -مثلهم- إلى جماد بعد أن يتجرّع القدْر الذي تحتاجه برائته/مثاليّته من صدمات لتُكسَر. لم يعد كسابق عهده بنفسه.

مؤلمٌ جدا هذا الجسر الذي تحتاجه الأحاسيس لتنقلب على أصحابها, مريرٌ جدا مذاق السخرية إذ تصبح أكثر ردود الأفعال لطفا لتضحيات ضلّت طرق مستحقيها.


سأضرب مثلا:

لم أعد أتذكر تفاصيل أحلامي وأوجه أبطالها عندما أصحو عنها, هل لهذا علاقة بما حدث؟ هل يهم هذا الخبر سواي؟

.. لكن هذا يؤلمني, لأنني أهتم بشئون خاصة كهذه, جدا.