الجمعة، 15 فبراير 2008

حينما تحبّ

وهكذا.. ستكتشف أبعادا جديدة, وستتعدّى مشاعرك أرقامها القياسيّة كلها, عندما تضعها بغير إرادة في مكانة مختلفة. ستنظر إلى كل أشيائها البسيطة, ستتابعها بشغف حقيقيّ لساعات تطول: كيف تنظر إلى من حولها؟ كيف صامتة تتابع حديث هذا, أو تبتسم بلطف عقب ضحكات تلك؟ كيف تتكلم بثقة؟, كيف تتلعثم, ثم تضحك ناظرة إليكَ دونهم “لا تسخر مني.. إياكَ!”.

ستتمنى لو إستطعت, ولوّ للحظات, الإقتراب منها أكثر, لو شاركتها عقلها, قلبها, الأفكار والإنطباعات نفسها.

ستحبّ أن تشاركها حياتها, أن ترقصا فرحا, أن تحتاج للبكاء فتحتضنها, ستسمع كثيرا منها حكايات الطفولة, اللهو مع بنات الخالة وصديقات المدرسة, وستذكر حكاياها أكثر منها. 

ستكره لأجلها الرجال, وتقنع بكونكَ لديها إستثناء.

ستتمنى لو رزقت صوتا جميلا فتغني لها وحدها, أو ترسمها بألوان الماء والرصاص, أو تتعلم لأجلها الشعر والكتابة. وستكفيها منك أمنياتك, ستكفيها تماما.

الأحد، 3 فبراير 2008

أرضيّ

قدميّ على الأرض, ملتصقتان تماما, والأرض قريبة جدّا, أشعر أكثر من أيّ وقتٍ مضى أني أنتمي إليها, أن وراء هذا الأسفلت الأصم أشياء تناديني كلما مررت, توازن حركتي التقليديّة عليها, تثبّتني بعناية فوقها.

السماء بعيدة, جدّا, تتخللها سحبٌ بيضاء, هي أقرب إليّ منها إلى السماء, لكنني أتجاهل ما تعلّمت, ولا أراها إلاّ طافية على سطح أزرق يمتد فوقي بلا نهاية, فأُكسِبُها بعدا إضافيا. لو صعدت إلى سطح منزل جيراني العالي, وقلبت دلوا ووقفت فوقه, أو فوق ثلاجتهم القديمة, ثم قفزت.. لن أمسّ أيّ منها, كيف تكون قريبة؟

بينما قدميّ كما كانتا, إشتدّ الهواء قليلا, وقفت, خشيت أن أتحرّكَ فيأخُذَني بعيدا إذ تفقد إحدى قدميّ موضعها. أقول: خشيتُ, لكنني تمنيت.