الثلاثاء، 27 نوفمبر 2007

بردا وسلاما

تعلمينَ.. أحزن لحزنكِ أيضا, غير أني لا أملك توجيه بوح مباشر إلى قلبك الصغير, الحبيب على بعده, وبرده, الطيّب مهما فعل.

صغيرتي..

على أثر التغييرات التي طرأت مؤخرا -جعلتنا أفضل كثيرا بالمناسبة, لو تهتمّين لشأن صغير كهذا-, بعد أكتوبر البائس ونوفمبر السعيد, أصبحت أمرّ بتجربة الحزن نفسها مرتين, مرة لكِ ومرة لي, بكل التناقض والبغض الذي يحمله كل حزن منهما للآخر, تناقض الأسباب, وتضارب الطرق المحتملة للشفاء. ما سبق قد لا يزيد على أسطر في عمر الكتابة, لكنه تجربة حياتيّة قاسيّة على من مرّ بها, صدقيني. وأعيدي قراءة السطور الخمس الأخيرة من جديد!

بعض الطرق تصبح أكثر فعاليّة لو حملت السائرين لإتجاه واحد, بدلا من إثنيْن, ما مصير طريقنا إذن؟ أتسمحينَ بإجراء تعديل مروريّ صغير كهذا, رغم أنف السلطات؟ حسن. بيدك وحدك تقرير ذلك, لا أجرؤ على توجيهك, أو التأثير عليك في قراراتٍ يجب أن تتعلمي كيفية إتخاذها بإنفراد. لأن عدم قدرتك على ذلك وحدك, سيعني أيضا, عدم إستعدادك لمعركة صغيرة لأجلها, ولتحمّل نتائجها, السعيدة حتما.

أعرف أنكِ تقرأينني جيدًا, وأنكِ تعلمين أن لا كلمة أتت في غير موضعها, وأن الكلمات التي لا موضع لها الآن, قد اختبأت بينَ السطور, بإنتظار فرصة لتضيء مكان مظلم كهذا, وأنكِ تعنينني أكثر من أن أشغلكِ بشأني, وأني لا أقر لحوّاء بإبنة غيرك, و… مهلا!

حسنًا.. لا ينبغي أن يجرفني تيار الكلمات مجددا, أقول لكِ: لا تشغلي عقلكِ بأشياء ربما لم يحن وقتها, أغمضي عينيكِ فقط على الحلم الذي تريدين, بالبطل الذي تريدين, والله بالأعالي ودودٌ جدا, وحده يمهّد الطرق, ويغيّر إتجاهاتها, لتتلاقى, تتوازى.. تتّحد, وحده قادرٌ على جعلها أقلّ بردا, وأكثر سلاما.

السبت، 17 نوفمبر 2007

أبعاد ثنائية

صورة صباحيّة, عاديّة جدًا, في خلفيتها أناس عاديّون للغاية, ترك بعضهم حقائب مختلفة الأحجام على يمين الصورة بغير ترتيب, مستندة إلى عمود ما, من الواضح أنه – هندسيّا – مهم للحفاظ على المبنى فوقه قائما, أو على الأقل لحفظ إتزانه. على يسار العمود - الذي لا يتوسّط الصورة تماما بل يميل إلى جانبها الأيمن قليلاً - يقف بعض منهم, كمادة عفويّة لخلفية الصورة ينظرون في إتجاهات مختلفة, يلوّح أحدهم بيده كمن يشرح شيئا, ورائهم باب أخضر, تُرِك شقه الأيمن مفتوحا, بجواره إلى اليسار ما يشبه لافتة صغيرة جدًا, لن تصل رسالتها في صورة إلتقطت, على الأحرى, بكاميرا هاتف نقّال. خلفيّة تليق بوسَط جامعيّ, عاديّ للغاية.

في ما يبدو أنه إتفاق لتخرج الصورة بشكل غير كلاسيكيّ, يرفعْن أيديهنّ بعلامة معيّنة, يبتسمن, وتبتسم هيَّ, جدّا, أحب الأزرق سلفًا.

يحتاج العاديّون من الناس إلى التمرين آلاف المرّات لتخرج الإبتسامة/عمق العينيْن/عفويّة الملامح هكذا. مهلا, لستِ مكررة هكذا لأكرر عليكِ كلمات كهذه, أنا لستُ مغازلاً كلاسيكيّا بالأساس, ربما لا أعدو مجرد معجب عابر, وددتُ - فقط - لو أخبرتكِ, في المرّةِ الوحيدة التي إلتقيْنا, أنكِ أتيتِ في وقت حرج تماما, وأنكِ بالنسبة لي, تختلفين عن الأخريَات, في إتجاهٍ قد لا يجرؤ على تسميته من لا يزال مراهقًا بعد, بعرف الدنيا, والعمر.

الخميس، 15 نوفمبر 2007

..

كتبت
ومسحت
كتبت
ومسحت..

تسجيل (ألم) ما, فقط

no one would care enough to such feelings, as it -really- worth, i won't dare to expect that, i have good brakes, too!

الاثنين، 12 نوفمبر 2007

لأفهَم..

لنفكر قليلاً: كل الأمور التي لا نفهمها أبدًا, وكل الخيوط المتشابكة, التي كان من السهل أن تصبح أكثر بساطة, وكل الدوائر الغير مكتملة, التي تنتهي - دومًا - إلى دائرة جديدة, لا تكتمل هي الأخرى, وغيرها. ألا يمكن أن تكون هذه الأشياء تمضي هكذا, دون أن نفهم, مهما بحثنا عن الحكمة, لأن الله يريدنا أن نعلم أن حياتنا الأولى ليست هي النهاية؟ فيصبح بحثنا عن حكمة حدوث الأشياء خلال فترة قصيرة فقط هباءً, لأنه لن يؤدي بنا إلى نتيجة نرتاح إليها.

أعني, تخيّل مثلا أنكَ شاهدت مسلسلا تليفزيونيًا, ثمّ توقفت عن متابعته بعد عدد يسير من الحلقات, هل سيكون من المنطقيّ أن تتهم الكاتب بأن مؤلَفه غير مفهوم, أو غير مكتمل الأركان؟, لا!, لماذا؟ لأنك تعلم أن حكمك لم يكن إلاّ على جزء صغير من صورة كبيرة, لم يتسنّ لك مشاهدتها بشكل كامل.

فإذا كانت حياتنا الأولى - أصلا - لم تنته بعد, كيف نحتجّ, ونتهم الأقدار بالعبث بمصايرنا, لأننا خسرنا أشياء كنا نرى أنفسنا أحق بها من الآخرين, أوْ ظننّا أن الأمور “كان يجب” أن تمضي على نحوٍ آخر, لأن هذا النحو الآخر يسعد الجميع “الآن"؟, ومن أدرانا بما سيحمل المستقبل من نتائج لما نودّ أن نسيّر الدنيا عليه في هذه اللحظة؟ لماذا لا نثق بخالق كل ما حوْلنا, إذا كنا على ثقةٍ بأن لا شيء يجري بغير علمه, وبأنه لا يغفل حتى عن نسمة هواء بدّلَت مكان ذرتيّ رمال في صحراء لم يقربها بشر؟

.. إلهي العظيم, وحدك تدرك تمامًا, وتذكر إلى الأبد, كل ما يمرّ بالخاطر حتى ولوْ نسيْناه نحن, ووحدكَ, تعلم في أيّ طريق تكمن سعادة العباد, ورغم تباين وتقاطع طرقهم ومسالكهم, ورغم إبتعادهم عنك أحيانًا, إلاّ أنهم يجدونكَ دائمًا على مسافة دعاء منهم, على مسافة كلمة “ربي”, أو أدنى.

وحدك لا تغلق أبدًا أبوابك: كما سبق في علمك, كان ما كان, وسيكون ما سيكون, أشهدك أني راض قبل القضاء, واسألك الرضا, برد الرضا, بعد القضاء.

الجمعة، 9 نوفمبر 2007

تردّد

حلمتُ بأني وهي نصلي متجاوريْن تماما, صلاة أحلام لا تلْتَزِم بقواعد, فلا هي خلفي ولا أنا أمامها, لم نكد نبدأ حتى أتى أحد المتفيهقين اللذين لم يمنعهم حرس الأحلام من إقتحام دنياي الصغيرة, أيضًا, ليحاول بحماس مبالَغْ, إقناعنا بأنّ القبلة في إتجاهٍ آخر. بعد حوار صدقته هيّ, غيرت قبلتها, بدأت صلاة جديدة, وتركتني.

لا أذكر إن كنت قد إتبعت قبلتها الجديدة, أو بقيت, إلاّ أنها لاحقا أدركَتْ أن القبلة لم تكن في غير إتجاهنا الأوّل, الذي رفضَتْه خشيَة إتباع الهوى, لا أكثر, هكذا الأمور حين تختلط عليها/نا.

بثقة أكبر, صليْنا مجددّا, سلّمنا, دعوْنا, إبتسمْنا.... صحوْت!

الخميس، 1 نوفمبر 2007

على سحابة


بالأمس حلمتُ أننا عُدْنا أطفالا, ووهبنا الله أجنحةً من نور حلّقنا بها لأعلى, حتى جلسنا على سحابة فضيّة, تشبهُ حجابكِ, كما تبدو صباحا حين تُخبِّيء شمسي خلفها.

هناك ضحكنا كالملائكة, تحدّثنا عن أكبر إهتماماتنا, عن ألوان قوس قزح, وتشاجرنا حول أفضلها, ووضعنا لأطفالنا أسماءً مضحكة كنا نشاهدها في أفلام الكارتون, ثم عبثنا قليلا بالرمال البيضاء المتناثرة فوق السحب, بنيتُ قصرًا مستديرًا كحروف اسمكِ, ورسمتُ وجهًا دائريًا يحاول الإبتسام, قلتِ ضاحكةً: “سيء, ليس هكذا تُرسم الإبتسامة.. إبتَعِدْ”, وعبثت أصابعكِ في الرمال لترسم ثلث دائرة متقنة, أسفل الأنف المستديرة المضحكة, التي رسمتُها.

ثم أتى الأصدقاء, في طوْرِ الطفولةِ أيضًا, يحملون شموعا لا تنطفيء, ويغنون أغانٍ لم أسمعها من قبل, لكنها جعلتكِ تصفقينَ بيديكِ في إنفعالٍ لا يأتيكِ إلاّ في لحظاتِ الفرح, القليلة, التي عشناها معًا. بعدها أتوا بقوس قزح وصنعوا منه جسرًا لسحابةٍ أخرى لا تتسع لغيْرِ إثنيْن. نسينا مؤقتا خلافنا حوْل الألوان وعبرناه سويًا, في زفافٍ سماويّ بدَت الأرضُ, والناسُ, وعقدهم, أسفله بعيدةً جدّا, وأقل شأنا من أن تمسّ قلوبنا.

هناك وحدنا, تبادلنا لأوّل مرة الكلمات التي لا تتسع لها الأرض, ولا تسمح بها أعرافها, هُناكَ عرفنا أن السحب تمطر فقط حين يسكنها حبيبيْن, وأنّ الشتاء فصْل كما الصيْف, سنمر بهما, ونبقى معًا.. وأن معجم كلماتنا طارت نصف أوراقه, لأن الله حذف مضادّات الأحلام, وطرد قطّاع الأمل, لتبقى كما سينبغي لها أن تكون, جنّة.