السبت، 17 نوفمبر 2007

أبعاد ثنائية

صورة صباحيّة, عاديّة جدًا, في خلفيتها أناس عاديّون للغاية, ترك بعضهم حقائب مختلفة الأحجام على يمين الصورة بغير ترتيب, مستندة إلى عمود ما, من الواضح أنه – هندسيّا – مهم للحفاظ على المبنى فوقه قائما, أو على الأقل لحفظ إتزانه. على يسار العمود - الذي لا يتوسّط الصورة تماما بل يميل إلى جانبها الأيمن قليلاً - يقف بعض منهم, كمادة عفويّة لخلفية الصورة ينظرون في إتجاهات مختلفة, يلوّح أحدهم بيده كمن يشرح شيئا, ورائهم باب أخضر, تُرِك شقه الأيمن مفتوحا, بجواره إلى اليسار ما يشبه لافتة صغيرة جدًا, لن تصل رسالتها في صورة إلتقطت, على الأحرى, بكاميرا هاتف نقّال. خلفيّة تليق بوسَط جامعيّ, عاديّ للغاية.

في ما يبدو أنه إتفاق لتخرج الصورة بشكل غير كلاسيكيّ, يرفعْن أيديهنّ بعلامة معيّنة, يبتسمن, وتبتسم هيَّ, جدّا, أحب الأزرق سلفًا.

يحتاج العاديّون من الناس إلى التمرين آلاف المرّات لتخرج الإبتسامة/عمق العينيْن/عفويّة الملامح هكذا. مهلا, لستِ مكررة هكذا لأكرر عليكِ كلمات كهذه, أنا لستُ مغازلاً كلاسيكيّا بالأساس, ربما لا أعدو مجرد معجب عابر, وددتُ - فقط - لو أخبرتكِ, في المرّةِ الوحيدة التي إلتقيْنا, أنكِ أتيتِ في وقت حرج تماما, وأنكِ بالنسبة لي, تختلفين عن الأخريَات, في إتجاهٍ قد لا يجرؤ على تسميته من لا يزال مراهقًا بعد, بعرف الدنيا, والعمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق