الخميس، 1 نوفمبر 2007

على سحابة


بالأمس حلمتُ أننا عُدْنا أطفالا, ووهبنا الله أجنحةً من نور حلّقنا بها لأعلى, حتى جلسنا على سحابة فضيّة, تشبهُ حجابكِ, كما تبدو صباحا حين تُخبِّيء شمسي خلفها.

هناك ضحكنا كالملائكة, تحدّثنا عن أكبر إهتماماتنا, عن ألوان قوس قزح, وتشاجرنا حول أفضلها, ووضعنا لأطفالنا أسماءً مضحكة كنا نشاهدها في أفلام الكارتون, ثم عبثنا قليلا بالرمال البيضاء المتناثرة فوق السحب, بنيتُ قصرًا مستديرًا كحروف اسمكِ, ورسمتُ وجهًا دائريًا يحاول الإبتسام, قلتِ ضاحكةً: “سيء, ليس هكذا تُرسم الإبتسامة.. إبتَعِدْ”, وعبثت أصابعكِ في الرمال لترسم ثلث دائرة متقنة, أسفل الأنف المستديرة المضحكة, التي رسمتُها.

ثم أتى الأصدقاء, في طوْرِ الطفولةِ أيضًا, يحملون شموعا لا تنطفيء, ويغنون أغانٍ لم أسمعها من قبل, لكنها جعلتكِ تصفقينَ بيديكِ في إنفعالٍ لا يأتيكِ إلاّ في لحظاتِ الفرح, القليلة, التي عشناها معًا. بعدها أتوا بقوس قزح وصنعوا منه جسرًا لسحابةٍ أخرى لا تتسع لغيْرِ إثنيْن. نسينا مؤقتا خلافنا حوْل الألوان وعبرناه سويًا, في زفافٍ سماويّ بدَت الأرضُ, والناسُ, وعقدهم, أسفله بعيدةً جدّا, وأقل شأنا من أن تمسّ قلوبنا.

هناك وحدنا, تبادلنا لأوّل مرة الكلمات التي لا تتسع لها الأرض, ولا تسمح بها أعرافها, هُناكَ عرفنا أن السحب تمطر فقط حين يسكنها حبيبيْن, وأنّ الشتاء فصْل كما الصيْف, سنمر بهما, ونبقى معًا.. وأن معجم كلماتنا طارت نصف أوراقه, لأن الله حذف مضادّات الأحلام, وطرد قطّاع الأمل, لتبقى كما سينبغي لها أن تكون, جنّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق