الجمعة، 28 ديسمبر 2007

حرية

أعتقد أنه من الأفضل لي, من الآن فصاعدا, أن أحيا على قواعدي وحدي, أن أحتفظ بأحاسيسي الخاصة تجاه من أعتبرهم مذنبين في حقي, بإختلاف ذنوبهم. فليس جيدا -لأجلي- أن أنتقل إلى الجانب الآخر دائما, لألتمس آلاف الأعذار التي تفضي إلى نهايات رماديّة لا تؤلم سواي.

الكثيرون قد أخطأوا بالفعل, يجب أن أعاملهم وفقا ذلك, لا بإعتبارهم ملائكة أو شياطين. لم أقابل في حياتي, ولا أؤمن بوجود من هم على خلق الملائكة أو الشياطين, الجميع بشر, وعلى خلق البشر, فقط.

ولستُ أداة في يد أحد, ليعاملني وفق حالته المزاجيّة, أو وفق ما يعرفه ويخفيه, من يهتم لأمري عليه أن يتعلم كيف يصارحني, وإلا فيسعدني مصارحته بأنه لا يعنيني. وأعني هذا تماما.. لا استأذن أحدا كي أكرهه, أو أنساه, كما لم أفعل حين أحببته. من لا يقدّر لا يستحقْ.

الجمعة، 21 ديسمبر 2007

كما لو كانت أقل الأشياء تستحوذ عليّ

‘‘كيف يمكن قوْل هذا؟!..
دائمًا أشعر أنني غريبة, لأني لا أستطيع المضيّ قدما بهذه البساطة!
يقيم الناس علاقات عابرة, أو حتى علاقات كاملة, ثم ينفصلون وينسون, يواصلون حياتهم كأنما قد غيروا نوع حبوب الذرة التي يتناولونها كل صباح! أشعر أنني لم أستطيع - مطلقا - نسيان أي شخص عرفته لحين, فكل شخص لديه سمات خاصة, لا يمكنك إستبدال أحد, ما فقدتَ لا يمكنك تعويضه.
كل علاقة تنتهي تدمرني حقا, أبدا.. لم تلتئم جراحي تماما, هذا هو سبب حرصي الشديد عند معرفة شخص ما, لأنه.. أمر يؤلم جدا, فسوف أفتقد في هذا الشخص أشياءً إعتياديّة للغاية, كما لو كانت أقلّ الأشياء تستحوذ عليّ.
ربما أنا مجنونة, ولكن.. عندما كنت صغيرة أخبرتني والدتي أنني كنت اتأخر عن المدرسة, وفي يومٍ تبعتني لتعرف سبب تأخري, كنت أنظر إلى الأوراق الساقطة من الأشجار والمنحدرة على الرصيف, أو النمل الذي يعبر الطريق, شكل الظل الذي تلقيه الأوراق على جذوع الأشجار, أشياء صغيرة.. 
أعتقد أنني أفعل نفس الشيء مع البشر, أرى فيهم أشياء صغيرة مميزة لكل منهم, تثير بداخلي شعور ما, وأفتقدها.. أفتقدها دائما, لا يمكنك إستبدال شخص بآخر, لكل واحد عناصر وتفاصيل جميلة تميزه.. ’’
من فيلم
Before Sunset

السبت، 15 ديسمبر 2007

محْضُ بوْح

أغمض عينيك, تخيل الوجود بلون أبيض, بلا أي أبعاد, أو نهايات مرئيّة. أتشعر بالحريّة المطلقة؟ احتفظ بهذا الإحساس, أو تذكره جيدًا, وأكمل..


الآن يبدأ الوجود في التشكّل تدريجيّا, تخيله معي. تتكون مسارات وطرق رماديّة كثيرة, ومتنوعة, بعضها ترى من هنا نهايته المؤسفة, وبعضها ترى نهايته الآمنة, وبعضها تؤدي إلى نهايات متعددة, تتحدد بحسب سلوكك المحتمل وطبيعة تكوينك, فبتباينهما -السلوك والطبيعة- بين البشر, قد يؤدي نفس الطريق إلى نهاية مغايرة.


ولأن الأمر لم يكن أبدا بهذه البساطة, فالطرق الآمنة ضيقة جدا, لا تسع أن يترك عابريها خلفهم أي أثر أو إبداع يميزهم عن سابقيهم ولاحقيهم, وهي وإن كانت صالحة بشكل كبير للبعض, لكنها, وبالنسبة لبعض الطبائع, لا تصلح للمرور أصلا.

في حين أن الطرق الأخرى -ذات النهايات المتعددة- إذا وُفِق المرء إلى طريق يناسبه, وسار خلاله بحرص, فلن يصل إلى نهايته إلاّ وقد أصبح ذو شأن, وإضافة, وأتت النهاية كما يتمنى, تماما.


يأتي فريقيْن من الخبراء ليعرضوا خدماتهم عليك, كلّ يفكر بشكل مختلف.. أتذكر حريتك اللا محدودة؟ قليل من القيود هنا, يجب وضعها لأن ترك الحريّات مطلقة على إتساعها, سيقودها إلى التصادم حتما.

يعرض الفريق الأول عليك دليلا بالطرق الآمنة, والطرق الأقلّ أمانا, والأخرى المتوقفة على طبيعتك وسلوكك, موضحين في الأخيرة طريقة إكتشاف إن كانت تناسبك, لتقودك إلى النهاية المرجوّة. ثم يرفقون دليلا صغيرا بمشاكل الطرق الممنوعة, والأسباب التي دفعتهم لإعتبارها كذلك, تاركين لك حرية الإختيار, إن اخترت أن تسلكها.


أما الفريق الثاني, فلا يحتوي دليله إلاّ على الطرق الآمنة, ويتجاهلون غيرها كطرق محتملة, بل ويقفزون إلى تصنيفها ضمن الطرق الممنوعة, ويضعون أمامها الحواجز, ويروون -ضمن دليلهم- قصصا وروايات عن مآسي من اتخذوا من هذه الطرق سبيلا لهم -دون أن يذكروا شيئا عن إختلاف الطبائع والسلوكيّات, وإعتماد الأمر عليها-, فيحصرون الإختيارات في الطريق الآمن الوحيد, متجاهلين -جهلا أو عمدا- أنكَ, ككلّ إنسان, تمتلك طبيعة مختلفة تماما, عمّن عبروا هذا الطريق أو ذاك. وأنّ هناك من نجحوا أيضا خلال هذه الطرق, وأنهم الأكثر عددا, ربما فعلوا لفرْط حرصهم على سلامتك, أو لعدم ثقتهم بك.


لا مشاكل أبدا في إختلافهم, من طبائع البعض حب الإنقياد, كما يمقت الآخرون المبدأ ذاته, لكن الهدف أن يتفهّم الفريق الثاني أن من الناس من لا يتحمّل ذلك, وأن الكثيرين, الكثيرين ممن ذهبوا إلى الطرق الممنوعة, ذهبوا فقط هربا منهم, لأنهم كرهوا حياة الطرق الآمنة, التي لا تناسب طبيعتهم, وبحسب ما أَخبروهم, كل ما عداها ممنوع.. فما الفارق؟

الخميس، 6 ديسمبر 2007

ذات ليل

أفتقد ليلتها, صوت مشاري يخرج هادئا من مذياع السيارة(سورة يوسف؟), والطرق خالية إلا من أسهم وعلامات تشير إلى اتجاهات بعيدة, لن تذهب إليها(المعادي؟), أعمدة الإنارة حاملة الهالات الصفراء فوقها.. (أشعر بالبرد), في هذه اللحظة أحببت حياتي فعلا, وهذا لا يتكرر معي كثيرا.

.. تعبر السيارة أحد الجسور محتفظة بسرعتها (قال لي يوما أن نصف هذا الجسر ينتمي للقاهرة والآخر للجيزة), نسمة هواء باردة تتسرب لتمنحك رجفة للحظة, إبتسامتك التي لم يلحظها أحد.

(يا ربي.. لو تستمر هذه اللحظات للأبد!)

كوبري 6 أكتوبر, أشعر الآن أني (فوق القاهرة) تماما, تدخل السيارة طريقا خاطئا, لكن جميع الطرق متصلة (بلى, ليست مشكلة), شارع جانبي ثم.. (نعم, أسكن هنا).. تلتقط أوراقك و(شكرا), تشعر برغبة صادقة في الإبتسام, فتفعل..

الاثنين، 3 ديسمبر 2007

عتمة غروب

على يمينه غادرت الشمس إلى نصف الكرة الأرضيّة, الآخر, قبل دقائق.

أعلنت الإذاعة الداخليّة للطائرة, بالصوت الأنثوي الهاديء, عن دخول الطائرة أجواء العاصمة, بعد رحلة استغرقت سبع ساعات, كيف سيبدو كل شيء الآن؟ عتمة ما بعد الغروب ساهمت في إعداده نفسيّا لمعركة الذكريات البعيدة, التي أبقته بعيدا عن بلاده لسنوات, تغيّر فيها كثيرا. 

لا يقفز إلى ذهنه سواها بعد كل هذا العمر. 

متبعا التعليمات, تأكّدَ من ربط حزام الأمان جيدًا, واسترخى في مقعده بعينيْن مغلقتيْن, وبدأَ… كانا قد إتفقا على النسيان حلاً أمثل, لأن الظروف لم تكن مهيأة تماما حينها لإلحاق عقد زواج بأوراق حبهما. الحكاية المكررة ذاتها, الآمال التي لا تكفيها يد بهذا القصر, ولا عمر بهذا الصغر, ولم يكن الحب نفسه -في رأيهما- كافيا للزواج, طالما يفتقد الأمر لمعايير أخرى, أكثر أهميّة, عندهما, منه.

رغم كل هذه القناعات التي صدّق عليها وقتها, فضل الهروب إلى الخارج, لم ينسها ولكن لم يحاول معرفة أخبارها أبدا, حفاظا على عهدهما الأخير, وخوفا من لحظات الضعف التي عرفها جيدا. لكن في لحظة عودة طويلة, طويلة كهذه.. أين يهرب من سرب الأفكار المحلّق حول رأسه كطوق من الأشواك؟

كانت السماء ملبدة بغيوم قاتمة, أحاطت بالمدينة كلها تقريبا, كما لو تودّ إفتراسها مطرا. بدأت المدينة في إضاءة أنوارها, الشوارع والميادين والبيوت, بعد الغروب بقليل, الموعد ذاته, لكنها تبدو الآن في عينيه.. مخيفة! هذه الألوان الصفراء أسفله لا تبشر ذاكرته بخير. 

ترى في أيّ أحياء هذه المدينة المزدحمة تقطن هي الآن؟ في أيّ البنايات يشاركها الناس الأشياء العاديّة كتحيّة الحارس أو ضغط أزرار المصعد ذاتها؟ في أيّ طابق إذن تسكن؟ العاشر أيضا؟ كيف يبدو للناس من الخارج؟ وكيف ترى هي الدنيا خلف نوافذه؟ وهل تحميها تلك النوافذ من قطرات المطر, ذلك الذي تخافه كثيرا؟ هل لا زالت تفعل؟ وهل تزوّجت؟ كيف سيبدو عشّها الأخير, عصفورة الأيّام البعيدة؟

على سلّم النزول, أعاد غلق أزرار معطفه على أسئلته جيّدا, محاولا بعْث المزيد من دفء وهميّ, مضى.. ورفع رأسه قليلا ليصادف اللافتة البيضاء المرحبة بالزائرين ليدخلوها آمنين, شعر برغبة في الإبتسام, لكن الغيوم تمخضت أخيرا عن قطرات من المطر, فنسى الأمر, وأسرع الخطى نحو صالة كبار الزائرين…

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2007

بردا وسلاما

تعلمينَ.. أحزن لحزنكِ أيضا, غير أني لا أملك توجيه بوح مباشر إلى قلبك الصغير, الحبيب على بعده, وبرده, الطيّب مهما فعل.

صغيرتي..

على أثر التغييرات التي طرأت مؤخرا -جعلتنا أفضل كثيرا بالمناسبة, لو تهتمّين لشأن صغير كهذا-, بعد أكتوبر البائس ونوفمبر السعيد, أصبحت أمرّ بتجربة الحزن نفسها مرتين, مرة لكِ ومرة لي, بكل التناقض والبغض الذي يحمله كل حزن منهما للآخر, تناقض الأسباب, وتضارب الطرق المحتملة للشفاء. ما سبق قد لا يزيد على أسطر في عمر الكتابة, لكنه تجربة حياتيّة قاسيّة على من مرّ بها, صدقيني. وأعيدي قراءة السطور الخمس الأخيرة من جديد!

بعض الطرق تصبح أكثر فعاليّة لو حملت السائرين لإتجاه واحد, بدلا من إثنيْن, ما مصير طريقنا إذن؟ أتسمحينَ بإجراء تعديل مروريّ صغير كهذا, رغم أنف السلطات؟ حسن. بيدك وحدك تقرير ذلك, لا أجرؤ على توجيهك, أو التأثير عليك في قراراتٍ يجب أن تتعلمي كيفية إتخاذها بإنفراد. لأن عدم قدرتك على ذلك وحدك, سيعني أيضا, عدم إستعدادك لمعركة صغيرة لأجلها, ولتحمّل نتائجها, السعيدة حتما.

أعرف أنكِ تقرأينني جيدًا, وأنكِ تعلمين أن لا كلمة أتت في غير موضعها, وأن الكلمات التي لا موضع لها الآن, قد اختبأت بينَ السطور, بإنتظار فرصة لتضيء مكان مظلم كهذا, وأنكِ تعنينني أكثر من أن أشغلكِ بشأني, وأني لا أقر لحوّاء بإبنة غيرك, و… مهلا!

حسنًا.. لا ينبغي أن يجرفني تيار الكلمات مجددا, أقول لكِ: لا تشغلي عقلكِ بأشياء ربما لم يحن وقتها, أغمضي عينيكِ فقط على الحلم الذي تريدين, بالبطل الذي تريدين, والله بالأعالي ودودٌ جدا, وحده يمهّد الطرق, ويغيّر إتجاهاتها, لتتلاقى, تتوازى.. تتّحد, وحده قادرٌ على جعلها أقلّ بردا, وأكثر سلاما.

السبت، 17 نوفمبر 2007

أبعاد ثنائية

صورة صباحيّة, عاديّة جدًا, في خلفيتها أناس عاديّون للغاية, ترك بعضهم حقائب مختلفة الأحجام على يمين الصورة بغير ترتيب, مستندة إلى عمود ما, من الواضح أنه – هندسيّا – مهم للحفاظ على المبنى فوقه قائما, أو على الأقل لحفظ إتزانه. على يسار العمود - الذي لا يتوسّط الصورة تماما بل يميل إلى جانبها الأيمن قليلاً - يقف بعض منهم, كمادة عفويّة لخلفية الصورة ينظرون في إتجاهات مختلفة, يلوّح أحدهم بيده كمن يشرح شيئا, ورائهم باب أخضر, تُرِك شقه الأيمن مفتوحا, بجواره إلى اليسار ما يشبه لافتة صغيرة جدًا, لن تصل رسالتها في صورة إلتقطت, على الأحرى, بكاميرا هاتف نقّال. خلفيّة تليق بوسَط جامعيّ, عاديّ للغاية.

في ما يبدو أنه إتفاق لتخرج الصورة بشكل غير كلاسيكيّ, يرفعْن أيديهنّ بعلامة معيّنة, يبتسمن, وتبتسم هيَّ, جدّا, أحب الأزرق سلفًا.

يحتاج العاديّون من الناس إلى التمرين آلاف المرّات لتخرج الإبتسامة/عمق العينيْن/عفويّة الملامح هكذا. مهلا, لستِ مكررة هكذا لأكرر عليكِ كلمات كهذه, أنا لستُ مغازلاً كلاسيكيّا بالأساس, ربما لا أعدو مجرد معجب عابر, وددتُ - فقط - لو أخبرتكِ, في المرّةِ الوحيدة التي إلتقيْنا, أنكِ أتيتِ في وقت حرج تماما, وأنكِ بالنسبة لي, تختلفين عن الأخريَات, في إتجاهٍ قد لا يجرؤ على تسميته من لا يزال مراهقًا بعد, بعرف الدنيا, والعمر.

الخميس، 15 نوفمبر 2007

..

كتبت
ومسحت
كتبت
ومسحت..

تسجيل (ألم) ما, فقط

no one would care enough to such feelings, as it -really- worth, i won't dare to expect that, i have good brakes, too!

الاثنين، 12 نوفمبر 2007

لأفهَم..

لنفكر قليلاً: كل الأمور التي لا نفهمها أبدًا, وكل الخيوط المتشابكة, التي كان من السهل أن تصبح أكثر بساطة, وكل الدوائر الغير مكتملة, التي تنتهي - دومًا - إلى دائرة جديدة, لا تكتمل هي الأخرى, وغيرها. ألا يمكن أن تكون هذه الأشياء تمضي هكذا, دون أن نفهم, مهما بحثنا عن الحكمة, لأن الله يريدنا أن نعلم أن حياتنا الأولى ليست هي النهاية؟ فيصبح بحثنا عن حكمة حدوث الأشياء خلال فترة قصيرة فقط هباءً, لأنه لن يؤدي بنا إلى نتيجة نرتاح إليها.

أعني, تخيّل مثلا أنكَ شاهدت مسلسلا تليفزيونيًا, ثمّ توقفت عن متابعته بعد عدد يسير من الحلقات, هل سيكون من المنطقيّ أن تتهم الكاتب بأن مؤلَفه غير مفهوم, أو غير مكتمل الأركان؟, لا!, لماذا؟ لأنك تعلم أن حكمك لم يكن إلاّ على جزء صغير من صورة كبيرة, لم يتسنّ لك مشاهدتها بشكل كامل.

فإذا كانت حياتنا الأولى - أصلا - لم تنته بعد, كيف نحتجّ, ونتهم الأقدار بالعبث بمصايرنا, لأننا خسرنا أشياء كنا نرى أنفسنا أحق بها من الآخرين, أوْ ظننّا أن الأمور “كان يجب” أن تمضي على نحوٍ آخر, لأن هذا النحو الآخر يسعد الجميع “الآن"؟, ومن أدرانا بما سيحمل المستقبل من نتائج لما نودّ أن نسيّر الدنيا عليه في هذه اللحظة؟ لماذا لا نثق بخالق كل ما حوْلنا, إذا كنا على ثقةٍ بأن لا شيء يجري بغير علمه, وبأنه لا يغفل حتى عن نسمة هواء بدّلَت مكان ذرتيّ رمال في صحراء لم يقربها بشر؟

.. إلهي العظيم, وحدك تدرك تمامًا, وتذكر إلى الأبد, كل ما يمرّ بالخاطر حتى ولوْ نسيْناه نحن, ووحدكَ, تعلم في أيّ طريق تكمن سعادة العباد, ورغم تباين وتقاطع طرقهم ومسالكهم, ورغم إبتعادهم عنك أحيانًا, إلاّ أنهم يجدونكَ دائمًا على مسافة دعاء منهم, على مسافة كلمة “ربي”, أو أدنى.

وحدك لا تغلق أبدًا أبوابك: كما سبق في علمك, كان ما كان, وسيكون ما سيكون, أشهدك أني راض قبل القضاء, واسألك الرضا, برد الرضا, بعد القضاء.

الجمعة، 9 نوفمبر 2007

تردّد

حلمتُ بأني وهي نصلي متجاوريْن تماما, صلاة أحلام لا تلْتَزِم بقواعد, فلا هي خلفي ولا أنا أمامها, لم نكد نبدأ حتى أتى أحد المتفيهقين اللذين لم يمنعهم حرس الأحلام من إقتحام دنياي الصغيرة, أيضًا, ليحاول بحماس مبالَغْ, إقناعنا بأنّ القبلة في إتجاهٍ آخر. بعد حوار صدقته هيّ, غيرت قبلتها, بدأت صلاة جديدة, وتركتني.

لا أذكر إن كنت قد إتبعت قبلتها الجديدة, أو بقيت, إلاّ أنها لاحقا أدركَتْ أن القبلة لم تكن في غير إتجاهنا الأوّل, الذي رفضَتْه خشيَة إتباع الهوى, لا أكثر, هكذا الأمور حين تختلط عليها/نا.

بثقة أكبر, صليْنا مجددّا, سلّمنا, دعوْنا, إبتسمْنا.... صحوْت!

الخميس، 1 نوفمبر 2007

على سحابة


بالأمس حلمتُ أننا عُدْنا أطفالا, ووهبنا الله أجنحةً من نور حلّقنا بها لأعلى, حتى جلسنا على سحابة فضيّة, تشبهُ حجابكِ, كما تبدو صباحا حين تُخبِّيء شمسي خلفها.

هناك ضحكنا كالملائكة, تحدّثنا عن أكبر إهتماماتنا, عن ألوان قوس قزح, وتشاجرنا حول أفضلها, ووضعنا لأطفالنا أسماءً مضحكة كنا نشاهدها في أفلام الكارتون, ثم عبثنا قليلا بالرمال البيضاء المتناثرة فوق السحب, بنيتُ قصرًا مستديرًا كحروف اسمكِ, ورسمتُ وجهًا دائريًا يحاول الإبتسام, قلتِ ضاحكةً: “سيء, ليس هكذا تُرسم الإبتسامة.. إبتَعِدْ”, وعبثت أصابعكِ في الرمال لترسم ثلث دائرة متقنة, أسفل الأنف المستديرة المضحكة, التي رسمتُها.

ثم أتى الأصدقاء, في طوْرِ الطفولةِ أيضًا, يحملون شموعا لا تنطفيء, ويغنون أغانٍ لم أسمعها من قبل, لكنها جعلتكِ تصفقينَ بيديكِ في إنفعالٍ لا يأتيكِ إلاّ في لحظاتِ الفرح, القليلة, التي عشناها معًا. بعدها أتوا بقوس قزح وصنعوا منه جسرًا لسحابةٍ أخرى لا تتسع لغيْرِ إثنيْن. نسينا مؤقتا خلافنا حوْل الألوان وعبرناه سويًا, في زفافٍ سماويّ بدَت الأرضُ, والناسُ, وعقدهم, أسفله بعيدةً جدّا, وأقل شأنا من أن تمسّ قلوبنا.

هناك وحدنا, تبادلنا لأوّل مرة الكلمات التي لا تتسع لها الأرض, ولا تسمح بها أعرافها, هُناكَ عرفنا أن السحب تمطر فقط حين يسكنها حبيبيْن, وأنّ الشتاء فصْل كما الصيْف, سنمر بهما, ونبقى معًا.. وأن معجم كلماتنا طارت نصف أوراقه, لأن الله حذف مضادّات الأحلام, وطرد قطّاع الأمل, لتبقى كما سينبغي لها أن تكون, جنّة.

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2007

فجرا..

كيف أخبركِ يا ضوء عيني أن كل الورود البيضاء لن تفهم شيئا, أن كلّ هدايا الدنيا الورديّة - مثلكِ - لن تقول شيئا, كيف ستفهمين أنّ كل نساء الدنيا لا يعوّضن رجلاً عرفكِ عنكِ! أنهنّ جميعًا لا يفعلن ذلك مثلكِ.
أنا مثلكِ, لا أفهم لماذا معكِ أنتِ يحدث كل هذا..
لماذا نزار يتحدّث عنكِ أنتِ؟ لماذا وحدي أسمعكِ بين ألحان خيرت بوضوح؟ لماذا فيروز طول الوقت تحاول أن تقلّد صوتكِ وتفشل؟ لماذا وضعوا اسمكِ على حضانة الأطفالِ بالشارع المجاور؟ لماذا الألوان الوردية دائما ترتديكِ في أحلامي؟ ولماذا أتأثر الآن؟ لماذا أعبث دون تركيز هنا؟
لماذا لا أستطيع ببراءة الأطفال أن أتعلق بكِ وأبكي رافضًا أيّ نهاية غير التي أريد؟ أنتِ لا تقوين على كسر قلب طفل, أعلم كم أنتِ طيبة..
في فيلم الأسبوع الماضي بعد كل الألم عادت هيّ إلى ذلك "الباكي الكبير", لا أنا ولا أنتِ نرى ذلك يمتّ للواقع بصلة, لكن.. لماذا لا نحيا داخل أحد هذه الأفلام مرة؟ صدقيني كانت النهاية سعيدة بهاتين الطفلتين, أعلم أنكِ أحببتِهِما!
أشعر بالبرد, تأخّر الوقت جدّا.. تبقّت ساعة على الفجْر!

الخميس، 15 مارس 2007

أشياء تمضي

لملمة لأشياء لي لم أقرر حرقها بعد
..
عندما يسدل الليل ستائره, ويذهب جميع الأصدقاء, وأبقى وحدي.
تمارسين هوايتك المفضلة في الإنفراد بي.
نعم, مع طيفكِ لن يكون الشيطان ثالثنا..
ولكن.. يصبح الألم أوسطنا.. !

14-3-2007, 06:53 AM
----------------------------------------


عندما تضع نفسك مكان جميع أطراف المشكلة.. مشكلتك أنت.
فقط كي تلتمس عذر هنا, وعذر هناك..
تشتاق لأَنْ تعود طفلاً.. تقول أريد .. دون أن تعي الأعراض الجانبية لطلبك, أو دون أن تعنيك هي من الأصل !

03-15-2007, 07:58 AM 
----------------------------------------

ويبدأ حين تراها مختلفة تماما..

عندما ترتدي ألوانا داكنة, وتبتسِم بلطف.. أو تضحك, عندما تؤمن بقضية وتتحدث عنها بتلقائية مُتَلعثِمَة, حتى عندما تصمت لتعطي محدثها فرصة الكلام.

.. وعندما تشيح بوجهها لتبكي ـ لتَنْفَطِر أنت ـ وتسكُت, لأنك متيقِّن من أن البكاء سيُريحها مما عجزت أنت عن إراحَتها منه.

.. وعندما تتحدث عن أحلامها, عن ما هو آت, وتجلس مستمعا لا تريد الكلام.. تريد أن تستمِع.. وتستمع.. وتستمع..

.. وعندما تكره هي الرجال, فتتحوّل دون وعي ـ أو بوَعْي ـ إلى صفها.. راضيا بأن تكون "إستثناء" محتملا.

.. عندما تخشى أن يأتي وقت, ولا تقوى أنت على حضور أهم ليلة في حياتها.. تخشى أن تكون مدعوا.. لا داعيا.. تخشى؟ بل تموتُ خشية!

.. عندما تصبح ضيفة دائمة على أحلامك, وتتلعثم أمامها حتى هُناك!!.

12-17-2006, 10:00 AM 
------------------------------------------

كلاعب كرة محترف, يراوغ أحد عشرا.. ثم بين يديها, بمهارة, يحترف السقوط!
كشاعر.. ألمّ بمفاتيح لغة, هزم بقلمه ثمان وعشرين حرفا.. امتلكها / وأمام أول حروف اسمها.. ارتجف قلمه / وانكسر !
كرسّام.. ينتهي من "موناليزا" جديدة / لتحتار فرشاته وألوانه فيها.. وعند حدود جفونها.. تسقط الفرشاة.. وتذوب الألوان !
كمعماريّ.. يرسم بخطوطه أبراجا تبارز سحاب السماء, وذات نظرة, يسقط قلبه من بين السحاب!
كسائقٍ محترف, يسبق "شوماخر" , ولا يملك أمام منعطفها كبْح جماح شعوره.
كطبيب, يداوي جراحَ قوم لا ينتهون, وجرحه هو.. مثلهم, لا ينتهي!
كمصمم أزياء, يُصمم زيّا مغلق الجوانبِ لقلبه, كي لا يبدو منه شيء للغَيْر.. ولا زال يفشل !

هُو مُحبّ هاو..!

18-4-2007 (وحي مطر)
-----------------------------------